316: لظهري زعانف وفي رقبتي خياشيم..
اليوم، الموافق ٢٤ مارس لعام ٢٠٢٠، ما زلنا واقعين تحت رحمة الله. ولرحمة الله أشكال كثيرة منها أن نملك وسيلة لنتواصل بها مع العالم، لأننا في خضمّ هذا الجفاء، لا نعرف كيف لنا أن ننقل مشاعرنا سوى أن نمررها من خلالكم.
يسهل التواصل الإنساني هذه الأيام. ويصعب كذلك. لا مبرر بعد اليوم لغياباتك الطويلة وردودك المقتضبة وانغماسك الكاذب في العمل، لا شيء يمكن له أن يحفظ ماء وجهك ويسدّ محلّ أي إجابة مقنعة. اليوم، بعد أن تآلفنا بيوتنا وأهلها، رُحنا نلجأ لمواقع التواصل الإجتماعي في لقاءات مفتوحة، ندردش فيها مع الأخلّاء البعاد، من تفصلهم عنّا قارات، ومسافات -رغم قصرها- باتت مستحيلة في زمن الكورونا.
القراءة، حتى القراءة، تركت بيننا مسافة آمنة، اليوم جلست قبال الكتب أتوسل إليها أن ترتمي في حضني، فنظرت كأنها تعلوني في المنزلة: "اقرينا بس من بعيد!" كأنها علمت أنني عائدة من المشفى. حافظت على مسافة الأمان بيننا، حتّى لامست كتابة بلال علاء قلبي فلم أستطع سوى أن أنام بجانب كتابه.
إنه زمن حزين، زمنٌ تتحول فيه الأرض لحوت، وها هي تبتلعنا جميعًا، دون تمييز ولا تفريق، الجميع، الصفوة قبل القاع، كلهم في بطن الحوت، لسنا كيوسف، ولستُ أرى النجاة مقدّرة لنا، لكننا نحاول ما زلنا. فهل تنبتُ في ظهورنا زعانف وفي رقابنا خياشيم؟
لنرَ..
-
316/365
يسهل التواصل الإنساني هذه الأيام. ويصعب كذلك. لا مبرر بعد اليوم لغياباتك الطويلة وردودك المقتضبة وانغماسك الكاذب في العمل، لا شيء يمكن له أن يحفظ ماء وجهك ويسدّ محلّ أي إجابة مقنعة. اليوم، بعد أن تآلفنا بيوتنا وأهلها، رُحنا نلجأ لمواقع التواصل الإجتماعي في لقاءات مفتوحة، ندردش فيها مع الأخلّاء البعاد، من تفصلهم عنّا قارات، ومسافات -رغم قصرها- باتت مستحيلة في زمن الكورونا.
القراءة، حتى القراءة، تركت بيننا مسافة آمنة، اليوم جلست قبال الكتب أتوسل إليها أن ترتمي في حضني، فنظرت كأنها تعلوني في المنزلة: "اقرينا بس من بعيد!" كأنها علمت أنني عائدة من المشفى. حافظت على مسافة الأمان بيننا، حتّى لامست كتابة بلال علاء قلبي فلم أستطع سوى أن أنام بجانب كتابه.
إنه زمن حزين، زمنٌ تتحول فيه الأرض لحوت، وها هي تبتلعنا جميعًا، دون تمييز ولا تفريق، الجميع، الصفوة قبل القاع، كلهم في بطن الحوت، لسنا كيوسف، ولستُ أرى النجاة مقدّرة لنا، لكننا نحاول ما زلنا. فهل تنبتُ في ظهورنا زعانف وفي رقابنا خياشيم؟
لنرَ..
-
316/365
تعليقات
إرسال تعليق