321: لعنة فكّ الحروف..

هل يجب عليّ أن أهندم كتفي، وأمدّ ذراعي، وأبسط راحتي، لتحط عليه الحمامات التائهات والأجنّة المذعورة؟ أم يجب عليّ أن أتكوّر في صدفة وأختلي بنفسي لفترة من الزمن علّني أنتهي كلؤلؤة بديعة؟ 

المعرفة قاسية كالفراق. كلما عرفت كلما استدعتك المسؤولية لأداء واجبك تجاهها، أنتَ لا تستطيع أن تفلت من ذلك ولا أن تتحكم فيما سيرميه القدر باتجاهك لأنك محاط بالمعرفة من كل زاوية. أحيانًا أحسد الذين لم يختاروا فكّ الحروف ولا فكّ المشاهد ولا فكّ خلافات العالم، واكتفوا بأسرتهم ذات التنجيد السيء وأرائكهم التي تأزّ أزًّا، فلم ينتبهوا للإنترنت ولا لچورچ بوش ولا لداعش. أحيانًا أحسدهم لأنني رغبت في أن أفكّ الحروف وأعرف دائمًا دون أن أتسبب في انكسار فؤادي وثقل كتفيّ والتواء ذراعي وانقباضة راحتي..

-

321/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا