328: حماقات الحظر 1
ما دفعني للقيام بذلك ليس الخوف ولا الملل ولا ساعات الحظر الطِوال، بل لأنني -وبشكل مفاجىء- شعرتُ برغبة في ذلك. أنا ككل التائهين، لا تظهر لي القصص الملحمية من البداية لكنّها تحتدم تمامًا في المنتصف، حيثما أكون واقفة في الخارج أشاهدها عن بعد. لي نظرة بعيدةٌ ربّما تُنقذني من التورط في عينيك واللباث في حضنك الخيالي. لي نظرة بعيدةٌ تسهّل علي تخيل النهايات حتّى وإن كنتُ في خضمّ المعركة. لي نظرة بعيدة تقسم ظهري كلما ابتسمت معك، لأنني كلما ابتسمت معك لم أرك في المستقبل. أعرف أننا مؤقتّان، كصفارة الميكرويف بعد انتهاء دقيقة التسخين، كصرخة المنبه عندما تحين الثامنة صباحًا، كوهج شهاب في ليلة دامسة السواد. مؤقتان لأننا لم نتعهد لأنفسنا بشيء، كنا نبكي على الصباحات الضائعة في الحبسة الخرساء دون أن ندرك أنها أيامنا نحنُ كذلك، وأنها -رغم سوداوية الأحداث- أيامٌ لها شروق وغروب كتلك التي كنا نقضيها الصيف الماضي مرحين في الشوارع متقززين من لزوجة الجوّ!
أقول لنفسي اكتبي يا فتاة، فكّري في الأرقام والتواريخ ومقاطع الڤيديو والتصريحات العاجلة، دوّنيها، لربما يأتي عليكِ زمانٌ لتكتبي عن هذا الوقت الجافّ الذي ترك الجميع بلا نفحة هواءٍ ربيعية ناعمة، ثم أجد نفسي أدوّن مشاعر شعثاء وتائهة كالعائدة من جلسة تأهيل نفسي. لربّما هذا ما دفعني للقيام بذلك، لأنني شعرتُ أنني عائدة من جلسة تأهيل نفسي بينما كل ما في الأمر أنني انتهيتُ لتوّي من تحطيم طموح أحدهم فيَّ.
-
328/365
أقول لنفسي اكتبي يا فتاة، فكّري في الأرقام والتواريخ ومقاطع الڤيديو والتصريحات العاجلة، دوّنيها، لربما يأتي عليكِ زمانٌ لتكتبي عن هذا الوقت الجافّ الذي ترك الجميع بلا نفحة هواءٍ ربيعية ناعمة، ثم أجد نفسي أدوّن مشاعر شعثاء وتائهة كالعائدة من جلسة تأهيل نفسي. لربّما هذا ما دفعني للقيام بذلك، لأنني شعرتُ أنني عائدة من جلسة تأهيل نفسي بينما كل ما في الأمر أنني انتهيتُ لتوّي من تحطيم طموح أحدهم فيَّ.
-
328/365
تعليقات
إرسال تعليق