330: ربّما.. سنعود قريبًا
سنحصل على المرة الأولى مُجددًا كمَن وُلد مرتين في حياته. سنسير باتجاه رائحة المخابز وسنتحسّس رمال البحر، سنستظلّ من شمس الصيف القائظة بالشجر المترامي على طول الشارع، سنتمدد في البلكونات ونحنُ نمسك قطعة هائلة من البيتزا. سنستمتع برفاهية مناولة الأكل الذي سقط لتوه على السجادة لأبناء إخوتنا فننفخ فيه ونستعذ بالله وكفى. سنمشي في الشارع تتغللنا نسمات الهواء دون أن يحجزها ماسك ولا خوف. لأول مرة سنُقابل أحبّاءنا كالعائدين من الغربة، سنُلاحظ الكيلوجرامات الناقصة هنا والكيلوجرامات الزائدة هناك، سنتأمل كمن أبصر حديثًا تفاصيل الشارع والناس وكل عاديٍ ألفناه. سنسعل بأريحية في الشارع دون أن نخشى سهام الأعين، سنتحسس كيس السكّر، وعربة التسوّق وساندويتشات الفول بالطعمية صباح الجمعة، ستصدحُ أصوات المآذن وستُقرع أجراس الأحد، أشعرُ أنها ستكون لحظة بديعة، كأنّها لحظة الميلاد..
-
330/365
-
330/365
تعليقات
إرسال تعليق