333: وأمّا عن الواقع..

أما عن خيالي، فنجلس أنا وأنتَ متجاورين كحلمان لا يتحققان، كأرجوحة ورجل كلما شدّها للخلف انطلقت مندفعة في الإتجاه المخالف، كوردة ويدِ محبّ كلما لامسها ذابت ما بين أصابعه. في خيالي أتكىء على موضع قلبك حتى يكاد صوت نبضك أن يختلط بنبضي ودفء أنفاسك بصرف البرد الذي يسري في شراييني. في خيالي، أنا آثمةٌ بكَ ولا سبيل للغفران. تمرّ ليال طوال أعزّي نفسي بالغياب الذي يسبق النسيان الرحيم، أمنّي النفس بطبيعة النوايا التي ستخلد في دواخلنا، أقول لنفسي نحنُ لا ننتهي لأننا نعود في أجساد أخرى، وربّما في جسد آخر ستكون لي، وفي جسد آخر سأكون لك. أليس من الممكن أن نكون نحنُ أمنية حبّ سبقنا وما لحقناه؟ أليس من الممكن أن نكون نحنُ أجسادٌ أخرى تنتظرُ التئام روحين معذبين مشردّين منذ عقود؟ أليس من الممكن أن نلتقي ثانية؟

وأما عن الواقع، فيبدو كرحلة بريّة لكلانا، رحلة لا نصل فيها - في النهاية- لبعضنا، بل لا نصل فيها لشيء، كأنّها رحلة بريّة للعراء التام، حيث لا بقاء ولا قدرة ولا قدر. 
الواقع الذي هشم رأسي كما هشّم فؤادي كلما ارتحلت بعيدًا عنّي ورددت أنا بكل هدوء: حسنًا. وداعًا..

-

333/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا