335: يا براح عمّال يضيق..
ألجأُ لأشياء بسيطة لأُزيح عن نفسي عبء التنفّس. وأحيانًا أقول ستكون الكتابة ملجئي فلا أجدُ نفسي إلّا وبعد ساعاتٍ منها تائهة تمامًا، ومُتخمة تمامًا، كالعائدة لتوّها من هزيمة شنعاء أو نصر مفرط. ثم لا أنفكّ أن أجد نفسي أقفُ في منتصف مطبخي الصغير ( أتمنّى أن أمتلك مطبخًا له حوائط فسيفسائية، لكنني حتى اللحظة لا أملك حوائط فسيفسائية ولا مطبخًا خاصًا بي)، ورغم ذلك أبحثُ في المساحات الضيقة عن براح يُمكنني فيه مدّ عجينة البيتزا أو لفّ السينابون لفًا دقيقًا يسمح له بالإنتفاخ والإستواء في آن واحد، أبحثُ عن عجّانة في خلّاط لطيف، وعن جهاز صنع القهوة في الكنكة الكتكوتة، وعن أواني السيراميك في الحلّة التيفال، وأتمكّن رغم بساطة الأدوات من إتقان ما أبدأُ في تحضيره.
ألجأُ لأشياء شديدة البساطة، كالوقوف عند الشبّاك العريض الذي يتميّز به مطبخنا الصغير، يوجد في الامتداد الصغير الناتىء من المطبخ، وهو دائمًا ما يكون مشمسًا ونفحاته تُبرّد القلب. أقف هناك، أُمسك كوبي الممتلىء بالشاي أتابع بعيني على استحياء نوافذ الجيران المفتوحة على مصراعيها، أتأمل تفاصيلهم الصغيرة، وأغض بصري بين الحين والآخر رغم أنني في قرارة نفسي أتطلع إليهم رغبةً في متابعة التجربة الإنسانية لا التطفل على الأسرار.
ألجأُ لأشياء بسيطة للغاية وهائلة في خيالي. اليوم صرت أندبُ حبّي الوهمي لأنّه علّمني أن الخيال واسع والوهم يضيّق كل براح، ولأنّه ما أثقل فيّ من الأساس بساطة التنفسّ..
-
335/365
ألجأُ لأشياء شديدة البساطة، كالوقوف عند الشبّاك العريض الذي يتميّز به مطبخنا الصغير، يوجد في الامتداد الصغير الناتىء من المطبخ، وهو دائمًا ما يكون مشمسًا ونفحاته تُبرّد القلب. أقف هناك، أُمسك كوبي الممتلىء بالشاي أتابع بعيني على استحياء نوافذ الجيران المفتوحة على مصراعيها، أتأمل تفاصيلهم الصغيرة، وأغض بصري بين الحين والآخر رغم أنني في قرارة نفسي أتطلع إليهم رغبةً في متابعة التجربة الإنسانية لا التطفل على الأسرار.
ألجأُ لأشياء بسيطة للغاية وهائلة في خيالي. اليوم صرت أندبُ حبّي الوهمي لأنّه علّمني أن الخيال واسع والوهم يضيّق كل براح، ولأنّه ما أثقل فيّ من الأساس بساطة التنفسّ..
-
335/365
تعليقات
إرسال تعليق