338: " في مكان بحضنك؟!"

" ألو.. في مكان بحضنك لحدا بدّو يبكي شوي بليز؟ "..
في الحقيقة لا يوجد، لكنني كذبت، لم أستطع ردّ هذا الإنهزام الذي سال أمام عتبة داري كزئبق. فردتُ حضني كسجادة وأخليتُ مكانًا.
- على شرط.. نبكي سوا..
- صاير تحكي منيح!
- لازم أتعلّم، عشان أتحسّ..
- بِلبقلك..

إن أيامي الثقال التي تغلق عن حضني بابه " بالضبّة والمفتاح" هي التي تحفزني أن أتباطأ في تعلّم اللغة هربًا من أن أُحسّ. أحيانًا، ألجاُ لأصحابي على القهوة فقط لكي أهتم برجولتي وأتذكّر كيف يجب أن تبدو عليه العضلات خارج سياقِك، كيف يجب أن تبدو ذراعي دون انهماكي في احتضانك، محاولًا اللجوء لصفعات أصحابي لتساعدني على النهوض حتى وإن بدت مرجعية صفعاتهم غبية وعنصرية. 

" ألو.. في مجال نحكي؟"
في الحقيقة ضاقت كل المجالات ولم بتبق سوى المجال الأخير، أعلم أنا سنتحدث بسلاسة العلماء ونقاوة الأنبياء وهوس الخطائين، لذا لا، لا مجال للحديث.
" أكيد في.. دايمًا في مجال نحكي"..
" اليوم.. كنت نازلة من البيت عادي رايحة الشغل، شافتني بنت وضلّت تراقبني، صراحة خفت، ما بعرِف بس شكلها وهي عم تتأمّلني شككني بميولها"
" ميولها؟ هي عملت إيه! إنتِ دايمًا كده دماغك شمال.."
" وحياة الله لأ.. يا حمار هيني عم بحكي معك وهي جمبي"
" جمبك فين؟"
" بالبار"
"إنتِ بتشربي؟"
"حاليًا؟ لأ.. قبل هيك مش متزكرة، أنا صايرة متل المدينة القديمة اللي عم بيرموا عليها مُرممين بس فِش حدا عارف يرممها ويزيح عنها كل هادا الحُزن "..
" إنتِ كويسة؟"
" بحكيلك.. في مكان بحضنك لحد بدّو يبكي شوي؟!"

-

338/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا