344: بعد عام: رمضان جانا
وها قد عاد رمضان، البارحة كنتُ أبارز الوقت لأتمّكن من اللحاق بكتابة تدويناتي العشر الأولى بشكل يوميّ، أما اليوم فقد قاربت الرحلة على الإنتهاء، ولستُ أبارزُ شيئًا، لأنني قد تآلفت مع حاجتي للشعور بالراحة أحيانًا بل والخضوع له. اليوم، نقف أمام ڤيروس مجهول فرد أجنحته الداكنة على العالم ثم قبضها حول الموت ليضمن ألا يفلت منه أحد، وإن كانت كلمة " نقف " ليست التعبير الأدق، بل ربّما " ننزوي" أو " نختبىء" أو " نراوغ".
رمضان الماضي، كان الحياة بشكلها العادي، نسرق من الوقت ساعاتٍ لنلتقي بألأصدقاء، نفي بوعود "على الماشي" فنفطر سويًّا مرّة أو مرّتين، نتشبّث ببعض الدين الذي لم تلحسه الفتنة، فنصلي التراويح في الجامع -الذي لحسن حظّي- كان في الهواء الطلق وسط أشجار ونسيم ليل إبريل المجنون، نشاهد مسلسل " بدل الحودتة تلاتة" على الإفطار ونحنُ نعي مدى سذاجته المحببة لقلوبنا، نقوم بجولات متأخرة من الليل في السيارة ونحضّر السحور على مائدة بيتنا المتواضع، ونمارس بمنتهى البساطة نوع الحياة الذي مقتناه حينها لأسباب تخصّ الأحلام والطموح والمجتمع المتحفّظ وخطط ما بعد التخرج، لكننا اليوم، نطمح ليوم واحد كهذا، يوم عاديّ بإمتياز.
قرارت رئيس الوزراء اليوم تضع الإنسان في مبارزة دموية مع الرأسمالية وعجلة الإنتاج، والتي لطالما كان في صددها، لستُ أدّعي التفاجؤ، فنحن أبناء هذي البلاد منذ ثورتين وانقلاب، ونعرفُ ما تزن إليه الكفّة دائمًا، وهي ليست كفّتنا.
ولستُ أكتبُ هذا إلا لأتذكّره بعد سنين. سنين من اليوم، ربّما سيبدو رمضان جميلًا كما كان، أو كما لم يبدو بما هذا الجمال من قبل.
كلّ عام وأنتم بخير..
-
344/365
رمضان الماضي، كان الحياة بشكلها العادي، نسرق من الوقت ساعاتٍ لنلتقي بألأصدقاء، نفي بوعود "على الماشي" فنفطر سويًّا مرّة أو مرّتين، نتشبّث ببعض الدين الذي لم تلحسه الفتنة، فنصلي التراويح في الجامع -الذي لحسن حظّي- كان في الهواء الطلق وسط أشجار ونسيم ليل إبريل المجنون، نشاهد مسلسل " بدل الحودتة تلاتة" على الإفطار ونحنُ نعي مدى سذاجته المحببة لقلوبنا، نقوم بجولات متأخرة من الليل في السيارة ونحضّر السحور على مائدة بيتنا المتواضع، ونمارس بمنتهى البساطة نوع الحياة الذي مقتناه حينها لأسباب تخصّ الأحلام والطموح والمجتمع المتحفّظ وخطط ما بعد التخرج، لكننا اليوم، نطمح ليوم واحد كهذا، يوم عاديّ بإمتياز.
قرارت رئيس الوزراء اليوم تضع الإنسان في مبارزة دموية مع الرأسمالية وعجلة الإنتاج، والتي لطالما كان في صددها، لستُ أدّعي التفاجؤ، فنحن أبناء هذي البلاد منذ ثورتين وانقلاب، ونعرفُ ما تزن إليه الكفّة دائمًا، وهي ليست كفّتنا.
ولستُ أكتبُ هذا إلا لأتذكّره بعد سنين. سنين من اليوم، ربّما سيبدو رمضان جميلًا كما كان، أو كما لم يبدو بما هذا الجمال من قبل.
كلّ عام وأنتم بخير..
-
344/365
تعليقات
إرسال تعليق