347: ترن ترن: منّبه داخلي..
جسمي ينبّه نفسه. يتعامل مع أغلب الكوارث بعناد الملوك، يقلل من شأنها ويتكبّر عليها بل يحاول جاهدًا تجاهلها كأنّها حكاية وهمية لا سبيل لها. وإنّ أغلب انهياراتي الجسدية أتت بعد ثبات مُدهش، أو على الأقل يدهشني أنا، قال لي طبيب مرّة: " إنتِ مجنونة؟ محدش يستحمل الألم ده من غير مسكنات، ومحدش يسافر ١٢ ساعة وهو كده"، بدأ الألم عندما أُغلق خلفي باب العيادة.
لم أتخيل بشاعة الأمر، وعلى الأغلب يعود ذلك لعِندي البدويّ، رغم أني لستُ بدوية ولا لم يكن في عائلتي تيس إن كنت تتساءل عزيزي القارىء، لكنني أعملت عقلي للسيطرة على الأمر، وكان ذلك آخر عهدي بالسيطرة.
أصاب بالدهشة كلما تذكّرت كيف لجسدي أن احتمل الألم هادئًا دون إثارة الكثير من الجلبة، بينما اليوم، أقطع في إصبعي قطعًا سطحيًا بالخطأ فأشعرُ أن سكينًا غرزت نفسها في صدري، مُنتهى الدراما التي لم تكن يومًا جزءًا مني.
" إيه ده؟ ده إنتِ بتهزري بقى؟!" قالها دكتور آخر بعد بضع سنوات من اللحظة الأولى، اعتلت وجهه دهشة قاسية، تجهّم قائلًا: " أنا هكلم دكتور التخدير حالًا!"، وللمرة التانية أتعجّب من جسدي، ماذا بعد بإمكاني أن أحمل دون أن أثير البلبلة والأحزان السرمدية؟ اليوم، لا يمكنني أن أحمل أثقل من كتابي، لا يمكنني أنا أصاب بزكامٍ بسيط دون أن أشعر بالبكاء يتكتل في حلقي.
ماذا حدث لهذه الشجاعة؟ لا أعرف..
-
347/365
لم أتخيل بشاعة الأمر، وعلى الأغلب يعود ذلك لعِندي البدويّ، رغم أني لستُ بدوية ولا لم يكن في عائلتي تيس إن كنت تتساءل عزيزي القارىء، لكنني أعملت عقلي للسيطرة على الأمر، وكان ذلك آخر عهدي بالسيطرة.
أصاب بالدهشة كلما تذكّرت كيف لجسدي أن احتمل الألم هادئًا دون إثارة الكثير من الجلبة، بينما اليوم، أقطع في إصبعي قطعًا سطحيًا بالخطأ فأشعرُ أن سكينًا غرزت نفسها في صدري، مُنتهى الدراما التي لم تكن يومًا جزءًا مني.
" إيه ده؟ ده إنتِ بتهزري بقى؟!" قالها دكتور آخر بعد بضع سنوات من اللحظة الأولى، اعتلت وجهه دهشة قاسية، تجهّم قائلًا: " أنا هكلم دكتور التخدير حالًا!"، وللمرة التانية أتعجّب من جسدي، ماذا بعد بإمكاني أن أحمل دون أن أثير البلبلة والأحزان السرمدية؟ اليوم، لا يمكنني أن أحمل أثقل من كتابي، لا يمكنني أنا أصاب بزكامٍ بسيط دون أن أشعر بالبكاء يتكتل في حلقي.
ماذا حدث لهذه الشجاعة؟ لا أعرف..
-
347/365
تعليقات
إرسال تعليق