355: إنتاج مطبخيّ لا بأس به..
لن يكون للبكاء هدف إن لم تشعر أنه ينقذك من حزن ثقيل، حزن أسمنتي لا يُشقّقه سوى سيل منهمر من أمطار طوبى. تأبى الدمعة أن تستحلّ نفسها، تتوسط اللحظة بالعرض كأنّها أسطوانة مضغوطة، أقول لها لا بأس عليكِ يا عزيزتي، فأنا كذلك لن أُحلّك، لأنني لستُ جاهزة للحظة ضعف جديدة.
اليوم، أبدأ رحلة جديدة لطالما سعيتُ لها، لكن تخيّل أن تأتي اللحظة الجميلة هذه في خضم اعتكافك السرّي على روحك كأنّك انبثقت لتوّك من شرنقة. اليوم كنت سعيدة وخائفة وحزينة، وهو مزيجٌ صنعته عندما كنت في مطبخي -أو هكذا أحبّ أن أسميه لأستأثر به نفسي- أنظر للسكينة الشبه حادة والقطّاعة البلاستيكية، أفكر أأبدأ بتقطيع البصل والثوم أم بتجهيز السعادة والحماسة والهلع؟!
وردتي الجورية الوحيدة التي أجففها في المطبخ نظرت إليّ اليوم نظرة غامضة، لمحتها فأدبرت عنها ودُرت أقلب ما على النار، لن أنظر لها فتبكيني، تُلح ذكرياتها عليّ بين الحين والآخر وتكون أحيانًا قاسية. لن أنظر فحسب.
اليوم لحظتي، لن أسمع صوت نحيب البصل، ولن أتأمل انكسار الثوم على المفرمة، فأقبلُ بما أجهدتُ نفسي للحصول عليه، بل سأفرح به. عادي، فهذا ما يحدث غالبًا عندما يحقق الناس أشياءً؛ يفرحون ويفرحون. أليس كذلك؟!
-
355/365
اليوم، أبدأ رحلة جديدة لطالما سعيتُ لها، لكن تخيّل أن تأتي اللحظة الجميلة هذه في خضم اعتكافك السرّي على روحك كأنّك انبثقت لتوّك من شرنقة. اليوم كنت سعيدة وخائفة وحزينة، وهو مزيجٌ صنعته عندما كنت في مطبخي -أو هكذا أحبّ أن أسميه لأستأثر به نفسي- أنظر للسكينة الشبه حادة والقطّاعة البلاستيكية، أفكر أأبدأ بتقطيع البصل والثوم أم بتجهيز السعادة والحماسة والهلع؟!
وردتي الجورية الوحيدة التي أجففها في المطبخ نظرت إليّ اليوم نظرة غامضة، لمحتها فأدبرت عنها ودُرت أقلب ما على النار، لن أنظر لها فتبكيني، تُلح ذكرياتها عليّ بين الحين والآخر وتكون أحيانًا قاسية. لن أنظر فحسب.
اليوم لحظتي، لن أسمع صوت نحيب البصل، ولن أتأمل انكسار الثوم على المفرمة، فأقبلُ بما أجهدتُ نفسي للحصول عليه، بل سأفرح به. عادي، فهذا ما يحدث غالبًا عندما يحقق الناس أشياءً؛ يفرحون ويفرحون. أليس كذلك؟!
-
355/365
تعليقات
إرسال تعليق