360: على مرّ السطور..

 "فصل الطالبان في موقعة الحضن"، قرأتْه في أحد العناوين المنشورة على صفحة ما في الفيسبوك. اغتاظت فتجاوزت الخبر.

"أحبك منذ الأبد، وتحبني منذ الأبد، لكننا لن نلتقيَ، للأبد." دوّنتها في دفتر صغير بقلم أزرق جافّ، دوّنت التاريخ، ثم لفّت المطاط على الغلاف، وتركته في حقيبة يدها.

" اللي بيفهم بيريّح" قرأتها على ظهر ميكروباص مرّ لتوّه أمام بوابة الجامعة.

رنّ هاتفها، بحثت لوهلة عن مصدر الصوت في حقيبتها المتعبة، نظرت في شاشة الهاتف، "020"، لم ترد؛ لأنها إن أغلقت الإتصال سيعاودون الإتصال بها، وإن استمرّ في الرنّ ربّما تجلس على هذا الرصيف لتنهار في بكاء هيستيري.


" سباك: 01000105236 " وجَدَتها للمرّة الأولى على امتداد سلّم الدور الثاني، واستغربت كيف لها -وبعد هذي السنين- ألّا تلاحظ خطًّا سيئًا كهذا!

" أحبّك منذ الأبد، وتحبّني منذ الأبد، لكننا مع الأبد، لا نلتقِ". بدّلت ترتيب الكلمات وغيّرت بعض الحروف. لا تشعر بالرضا ما زالت.

" كائنٌ لا تُحتمل خفّته " نظر إليها من مكتبتها المُضحكة التي صَنَعتها بنفسها على الكرسي، وشعرت لوهلة أن ميلان كونديرا ينظر إليها نظرة متلصصة من بين صفحات روايته المُهملة على وجه الكُتب. تناولت الكتاب وضمّنته بين إخوته. اهدأ الآن يا ميلان.

" تحويل طالبان في فيديو الحضن لمجلس تأديب الجامعة". تمنّت لو كانت (طالبان) المذكورة في الخبر هي الجماعة الإرهابية وليست الجامعة، أو أن كلمة الجامعة المُشار إلى مجلس تأديبها هي غلطة مطبعية ويُقصد بها جماعة إرهابية، أيهما أقربُ للمعنى.

"أحبَك منذ الأبد، وتحبني منذ الأبد، لكننا لن نلتقي، أبدًا" ثمّ أغلقت دفترها.

-

360/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا