361: هرتلات ليلية بامتياز..

أحبّ أن تكون الكتابة انعكاسة سمائي على مرآة جانبية لسيارة، لكنني إلى الآن أتقن معاملتها كورقة منزوعة من كتاب مدرسي لملىء الفول المملح واللب السوري.

في نومي المتأخر كالعادة، أفكّر فيمَ بعد المدوّنة؟ أعني، ليس سهلًا أن تتوقف عن القيام بشيء اعتدته لمدة عام. فماذا بعد؟! أخاف أنا أخسر الشعور المُصرّ عليّ بالكتابة. وأخاف أن يعتريني التكاسل والتثاقل على الحرف حتّى أُهجر كحديقة باردة.

قبل أن أكتب ما قرأتم كنت أفكّر في كتابة أخرى، شيء يمكن له التعبير عنّي من خلالي، كتابة تشبه تلك التي تحتاج شجاعة قصوى للتحلّي بها، ها أنا أعود إلى غموضي المعتاد، تترجّاني أمي للتخلي عن بعضه، أقول لها دون مبالغة: " بجد مش عارفة".

أحبّ دائمًا أن أُفصح عن الأمور بعد أن ينتهي معادها، فقط كي لا تُلاطمني أفكار ومخاوف حول فقدانها، وأحبّ دائمًا أن أكتب بعد أن ينتهي وقت الشعور، فيظهر العقل على خشبة المسرح. هل أريد أن أغيّر ذلك؟ أحيانًا.. " بجد مش عارفة".

في العمل، يكون الجميع مستيقظين سواي، ورغم أنني أرى بالبصيرة الناجية من التجارب القاسية سببًا للهروب في النوم، إلا أنني أستغرب طاقاتهم المتّقدة تلك، أعني، أهكذا تكون طاقاتنا عندما نصنع شيئًا نحبه؟ أم هو تسليم تامّ بإنّ هذا هو أفضل ما يمكننا الحصول عليه؟! لا أعلم..

هذه الهرتلات على الأغلب تصدر من عقل نائم تمامًا وقلبٌ متحفّز.. لابدّ وأن يهنأَ بي سريري الآن، تصبحون على خير..


-

361/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا