362: " لشو اشتقت؟"

لم أتخيّل يومًا أن تتقاطع المدوّنة مع جائحة عالمية جعلت من الثلاثة أشهر الأخيرة منها مدونة منزلية الصنع بإمتياز. وأعتقد أنني خلال الفترة الماضية لم أتحدث بشكل مباشر عن الأمر.

أعتقد أنني لا أحبّ أن أتحدث عن أمور ما زالت قيد التحميل، وكأنّ الصورة لم تكتمل بعد، أو أنني غير قادرة على جمع الخطوط المبعثرة، لا أعلم. حتّى أنني عندما أفكّر في هذه الفترة الغريبة، لا أشعرُ بالغرابة حتّى. البارحة رأيت مقطعًا على إنستاجرام بعنوان " لشو اشتقت؟!"*، وكان الردّ الذي شابهني الأكثر: " صراحة.. ولا إشي".

أريدُ أن أحكي لأولادي -ده لو كان فيها أولاد يعني- ماذا عايشنا؛ ولا أعنِ بذلك صعوبة الحياة أو وحدتها، لكنني سأحكي عن هؤلاء الذين كلما رفعنا رؤوسنا للتنفّس قليلًا أغرقونا في شبر ماية. عن هؤلاء الذّين لم تُجبرهم أعمالهم على النزول ولم تُجبرهم عائلاتهم على زيارة السوبرماركت أو شراء الخضار، لكنّهم قرروا "إنّه كفاية كده، إحنا زهقنا". عن هؤلاء في كل عصر وزمن، الذّين لم يقدروا على ضبط رغباتهم ليستمرّ الجميع في جحيم أبديّ!

هذا ليس تنظيرًا، ولا اتهامًا، لكنّه رجاءٌ حقيقيّ، بأن تتوقفوا عن كونكم أطفال يريدون لعبتهم الآن، وأن تتصرّفوا كالكبار، الذي يعرفون جيّدًا كيف تستطيع الحكومة في كل مرة الإنفلات من المسؤولية بسهولة! هذا الأمر جامح ولا قواعد له، لكن تخيّل أن تتجاهل القاعدة الوحيدة المعروفة لتُلقي بنفسك في أحضان كل قواعده المجهولة! لعبة ساذجة واختيار عصيّ على الفهم..

المهم، " لشو اشتقت؟"..

-

*: سلسلة أفلام/فيديوهات، فكرة وإخراج مهنّد أبو رزق (إنستاجرام).

-

362/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا