265: رسالة غرامية قديمة..

صدفةً، وجدتُ في أوراقي القديمة رسالة غرامية، عندما قرأتها الآن اعتبرتها رسالة انتحار أو نصّ مأساوي. لا شيء مم كُتب كان غراميًا ولا شيء كان حقيقيًّا.

تخيل أن تحصل على رسالة موقّع في أسفلها: "مُحبّك، كما لم يحبّكِ أحدٌ من قبل " ثمّ ينتهي الأمر بكاتبها في مكانٍ بعيدٍ تمامًا عنك، تفصلكم ألف مشكلة وحكاية وألف مرّة بكاء، رغم أن أرضكم واحدة. تخيل!

الحياة ليست تتجاوز الأشخاص وحسب لكنّها تتجاوز الروابط التي تبدو حقيقية كتمثال في متحف مدام توسو Madame Tussauds لكنّها في نهاية الأمر تماثيل شمعية. روابط ضعيفة لها ملامح دقيقة وحسب. تتجاوز هؤلاء الذين إذا اقتربتْ منهم بكامل وهجها ذابوا..

"يبحثُ المحبّون عن صكٍّ بالأبدية، لكنّ صكًّا بالأبدية لم يوجد يومًا. ولن يوجد يومًا." * وهذا ما جعل تلك الرسالة الغرامية، ورقةً بالية، لا تُمثّل الحبّ ولا تمثّل الغياب بعد الآن، هي لحظة كانت وانتهت، ولن تعود. ربّما كانت في ذاك الوقت لحظة حقيقية، لكنّها الآن في طيّ اللاشيء، لها أثرٌ تبعيّ دون لحظة بداية، امتداد دون نقطة اتصال. هكذا اختفت كأنّها لم تكن، ببساطة. وبعد أن كان الكلام سلسًا كأنّه قفزات ناعمة على ماء، غدا ثقيلًا ومتصنّعًا كمباركة الوصيفة لملكة جمال العالم. ألقيتُ بالرسالة في القمامة ومضيتُ.

هكذا يتغيّر كل شيء حول، سوى الثابت الوحيد، التغيير. *

-

*: التدوينة ال 69 بعنوان التغيير هو الثابت الوحيد، 11- 7- 2019.

-

265/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا