299: يوم في زمن الكورونا
تسمّرت أمام اللوحة المُعلّقة على جدار المستشفى تمامًا بعد أن دخلتها من بابها الرئيسي. الوضع ما زال كوميديًّا بالنسبة لي رغم الجهود المُضنية في أخذه على محمل الجدّ. " اغسل يديكَ جيّدًا "، نقولها وكلّنا أمل، في أن ينظر المواطن الذي يكحّ حلقه في وجوهنا ويكحّ ترابًا في وجه الحياة نظرةً جدّية لأن يغسل يديه لا بماء التِرعة ولا بماء الكولديرات الصدئة ولا بماء الحمّامات العامّة الذي تختلط رائحته برائحة المجاري، لا بل بالماء المُصفّى والمعقّم "أبو فيلتر سبع مراحل". " إذا شعرت بأي من الأعراض إلزم بيتك"، والعيال والمال والأحوال؟ ربّ العمل لا يعترف بالتلاكيك ويعترفُ بالمال، لذا سمُيّ للعمَلِ، ربًّا. استحضرتُ صوت سعال حاجّة قابلتها اليوم بقيت تكحّ في وجهي ثلاثون ثانية متواصلة حتى شعرتُ أنني ملفوفة بلحافٍ فايبر في حلقها، تحديدًا فوق قصبتها الهوائية. بدا أن بيتها، في وجهي، فلزمته. " إذا شعرت بأيّ من هذه الأعراض تواصل معنا"، لا أعرفُ شخصًا بالغًا واحدًا ذهب لزيارة طبيب في حالات البرد أو ارتفاع درجات الحرارة أو حتّى ضيق النفس. اعتدادنا الوهمي بأنفسنا جعل ف...
تعليقات
إرسال تعليق