297: نامي يا عصفورة..
بإمكاني الآن النوم. لن أفكّر في ڤيروس كورونا، ولن أفكّر في صباح اليوم الذي انقسم لنصفين متساويين من المتناقضين، الحلو والوحش، لن أُفكّر في الأحزان التي تلفّ العالم كأنّها العفريتة البيضاء التي يثبّتون بها المضطربين والمرضى النفسيين. لن أفكّر في شعور الذنب الذي يلتهمني لأنني لم أقرأ سوى أربع وعشرون صفحة من رواية أحمد عوني " جوائز للأبطال"، لأنني أشتهي الوصول للنهاية لأعرف إلى أين ستنتهي المصائر. لن أفكّر. على الأغلب سأنام، ربّما هذا كل ما أحتاجه الآن، الإنقطاع الكُلي عن ضجّة العالم، حتى وإن كان ذلك ضدّي لبعض الوقت، لا بأس، بإمكاني التعايش مع انفلات معلومات هامّة ولحظات قادرة على تغيير وجه التاريخ، سأسمح لسلطان كالنوم أم يُمارس سلطته عليّ.
أتذكّر ما يحدثُ عندما أسمح له بالسيطرة، كرابعة، استيقظت فزعةً في حدود العاشرة، لأجد رمادًا أسودًا وبقايا، ومذبحة. وتمامًا كهدير*، التي -لسبب ما- أمضت الثورتين في السيارة، إما نائمة وإما هائمة. تمامًا كنتيجة الثانوية العامة التي ظهرت وأنا أغطّ في نوم صباح يوم الجمعة العميق، لأستيقظ منه على صوت بابا وهو يقول :" مبروك!".
ربّما نحنُ في طريقٍ غامض لا يعرفُ عنه أحد، وربّما نصحح الطريق الذي وجب علينا أن نسيرَ فيه منذ البداية، الخلاصة أننا في طريق ما، ومهما بدت الحيرة المواراةُ خلف الأشجار المزروعة على طول الطريق، فنحن نسير في طريق، ربّما سنعرف ماهيته غدًا. وربّما أهذي، ويجب أن أنام.
بإمكاني النوم، الآن.
-
*هدير: شخصية من صناعة خيال كاتب رواية " جوائز للأبطال"، وهو أحمد عوني. فاتها يومان مهمان من توثيق الثورة، أي الخامس والعشرين والثامن والعشرين من يناير لأنّها ظروفها توانت عن إنقاذها، فقضت اليومين في السيارة.
-
297/365
أتذكّر ما يحدثُ عندما أسمح له بالسيطرة، كرابعة، استيقظت فزعةً في حدود العاشرة، لأجد رمادًا أسودًا وبقايا، ومذبحة. وتمامًا كهدير*، التي -لسبب ما- أمضت الثورتين في السيارة، إما نائمة وإما هائمة. تمامًا كنتيجة الثانوية العامة التي ظهرت وأنا أغطّ في نوم صباح يوم الجمعة العميق، لأستيقظ منه على صوت بابا وهو يقول :" مبروك!".
ربّما نحنُ في طريقٍ غامض لا يعرفُ عنه أحد، وربّما نصحح الطريق الذي وجب علينا أن نسيرَ فيه منذ البداية، الخلاصة أننا في طريق ما، ومهما بدت الحيرة المواراةُ خلف الأشجار المزروعة على طول الطريق، فنحن نسير في طريق، ربّما سنعرف ماهيته غدًا. وربّما أهذي، ويجب أن أنام.
بإمكاني النوم، الآن.
-
*هدير: شخصية من صناعة خيال كاتب رواية " جوائز للأبطال"، وهو أحمد عوني. فاتها يومان مهمان من توثيق الثورة، أي الخامس والعشرين والثامن والعشرين من يناير لأنّها ظروفها توانت عن إنقاذها، فقضت اليومين في السيارة.
-
297/365
تعليقات
إرسال تعليق