55: يتبع: الغريبُ والـ جميلة
ج1: https://365dayswriting.blogspot.com/2019/06/blog-post_25.html
ج2: https://365dayswriting.blogspot.com/2019/06/blog-post_26.html
> يتبع
بصوتٍ يكاد يُسمع:
" مارلين. وصلتِ؟ "
ردّت مارلين بصوتها الجهور بالفطرة:
" ها أنا ذا، أموت جوعاً، هيا بنا "
تساءلت: " إلى أين؟ "
" بيتزا ؟ "
" بيتزا. "
تجاورا وأخذا طريقاً أطول لأنّ مارلين رشّحت أن تطول المدة حتى تحكي - كما تدعي - حكاية مسليّة للغاية. حيث قفزت قفزة صغيرة وهي تمسك بكتفها صائحة: قابلتُ شابّاً اليوم. في المكتبة. اسمه سيد، تخيلي؟ لم أتخيّل أنني سأقابل عربيّاً غيرك، أعني، كان لطيفاً للغاية. لم نتحدّث كثيراً إلا خارج المكتبة عندما خرجتُ لاستنشاق بعض الهواء وشرب قهوتي، كنت قد لمحته في المكتبة وهو يبحث في قسم الكيمياء.
" لماذا تطاردني الكيمياء اليوم! " تعجّبت بصوتٍ داخلي كيلا تقطع حماس مارلين المفرط. " الجامعة وذكراه المؤلمة والآن مارلين! "
سألني وأنا أرتشف القهوة عن قسم الآداب الذي كنت أجلس بجواره في المكتبة، وإن كنت وجدت ضالتي فيه. تحدثنا لدقائق قبل أن نعود كلّ على حدة.
" يدرسُ الكيمياء في جامعتنا؟ "
جاوبت مارلين بكل ثقة كأنها تعرفه من شهور:
" بل يُدرّس الكيمياء، إنّها سنته الأولى "
" في الجامعة؟! " تعجبت بقلق.
" لا. إنّه يُدرّس في المدرسة الثانوية القريبة هذه، أتذكرينها؟"
" مارلين، أحبّ أن أذكركٍ أنني تخرّجت من مدرسة ثانوية في القاهرة "
ضحكت كأنها أردكت للتو ما فاتها: " وكأن اسمك ميشيل أيضاً؟!"
" طبعاً وأعيش في ذاك الحيّ منذ كنت في المدرسة المتوسطة، أأخبرك عن قبلتي الأولى ؟"
ثم ضحكتا..
وبعد أن توقفتا أمام محل البيتزا قالت لمارلين مُصرّحةً: " غريبٌ أمر الكيمياء اليوم، أتعلمين، أخشى أنها تطاردني"
- " ما بالك يا بلهاء؟ "
-- " لا شئ، تذكّرت أموراً لم أرد لها أن تحيا من جديد كأزهار الربيع، فحسب "
- " لا خريف يستمرّ "
ودفعت باب المطعم وهي تقول هذه الجملة بكل ثبات، والجوع يتقلّب في الأمعاء حتى كاد أن يسمع لهم صوت. وبعد أن انزاح ظهر مارلين من أمام الباب وبدا المطعم على مرأى كامل أمام " جميلة " وللحظة، بدا أن الكيمياء ليست خدعة، ليست هراءً، ليست هباءً، وأن نظرتان التقتا في مطعم للبيتزا قد بنتا جسراً في لحظات بينها وبين غريب، وشعرت أنّ ذرّاتها تنجذب للمجال الإلكتروني لذرّات هذا الغريب حتى أنّها وجدت نفسها تسير باتجاهه.
" سيد! " أتى صوت مارلين مشدوهاً كأنّه سهم.
وراحت تسير باتجاه الغريب..
نظرت جميلة وهمست بصوت خافت كأنها تنعي ذرّاتها المسكينة : " سيد .. "
-
55/365
ج2: https://365dayswriting.blogspot.com/2019/06/blog-post_26.html
> يتبع
بصوتٍ يكاد يُسمع:
" مارلين. وصلتِ؟ "
ردّت مارلين بصوتها الجهور بالفطرة:
" ها أنا ذا، أموت جوعاً، هيا بنا "
تساءلت: " إلى أين؟ "
" بيتزا ؟ "
" بيتزا. "
تجاورا وأخذا طريقاً أطول لأنّ مارلين رشّحت أن تطول المدة حتى تحكي - كما تدعي - حكاية مسليّة للغاية. حيث قفزت قفزة صغيرة وهي تمسك بكتفها صائحة: قابلتُ شابّاً اليوم. في المكتبة. اسمه سيد، تخيلي؟ لم أتخيّل أنني سأقابل عربيّاً غيرك، أعني، كان لطيفاً للغاية. لم نتحدّث كثيراً إلا خارج المكتبة عندما خرجتُ لاستنشاق بعض الهواء وشرب قهوتي، كنت قد لمحته في المكتبة وهو يبحث في قسم الكيمياء.
" لماذا تطاردني الكيمياء اليوم! " تعجّبت بصوتٍ داخلي كيلا تقطع حماس مارلين المفرط. " الجامعة وذكراه المؤلمة والآن مارلين! "
سألني وأنا أرتشف القهوة عن قسم الآداب الذي كنت أجلس بجواره في المكتبة، وإن كنت وجدت ضالتي فيه. تحدثنا لدقائق قبل أن نعود كلّ على حدة.
" يدرسُ الكيمياء في جامعتنا؟ "
جاوبت مارلين بكل ثقة كأنها تعرفه من شهور:
" بل يُدرّس الكيمياء، إنّها سنته الأولى "
" في الجامعة؟! " تعجبت بقلق.
" لا. إنّه يُدرّس في المدرسة الثانوية القريبة هذه، أتذكرينها؟"
" مارلين، أحبّ أن أذكركٍ أنني تخرّجت من مدرسة ثانوية في القاهرة "
ضحكت كأنها أردكت للتو ما فاتها: " وكأن اسمك ميشيل أيضاً؟!"
" طبعاً وأعيش في ذاك الحيّ منذ كنت في المدرسة المتوسطة، أأخبرك عن قبلتي الأولى ؟"
ثم ضحكتا..
وبعد أن توقفتا أمام محل البيتزا قالت لمارلين مُصرّحةً: " غريبٌ أمر الكيمياء اليوم، أتعلمين، أخشى أنها تطاردني"
- " ما بالك يا بلهاء؟ "
-- " لا شئ، تذكّرت أموراً لم أرد لها أن تحيا من جديد كأزهار الربيع، فحسب "
- " لا خريف يستمرّ "
ودفعت باب المطعم وهي تقول هذه الجملة بكل ثبات، والجوع يتقلّب في الأمعاء حتى كاد أن يسمع لهم صوت. وبعد أن انزاح ظهر مارلين من أمام الباب وبدا المطعم على مرأى كامل أمام " جميلة " وللحظة، بدا أن الكيمياء ليست خدعة، ليست هراءً، ليست هباءً، وأن نظرتان التقتا في مطعم للبيتزا قد بنتا جسراً في لحظات بينها وبين غريب، وشعرت أنّ ذرّاتها تنجذب للمجال الإلكتروني لذرّات هذا الغريب حتى أنّها وجدت نفسها تسير باتجاهه.
" سيد! " أتى صوت مارلين مشدوهاً كأنّه سهم.
وراحت تسير باتجاه الغريب..
نظرت جميلة وهمست بصوت خافت كأنها تنعي ذرّاتها المسكينة : " سيد .. "
-
55/365
تعليقات
إرسال تعليق