28: حكاية: صبّاراتي الصغيرات

صبّارتي المزهرة في يومها الأول متى يجب عليكَ التوقف؟ إنّ هذا السؤال لا يقلّ صعوبةً عن أين ومتى وكيف يمكنك البدء. منذ ثلاثة شهور، اشتريتُ صبّارتين من سوق الجمعة في خورفكان، ولمن لا يعرفون خورفكان فهي مدينة جبلية في الشمال الشرقيّ لدولة الإمارات، ويتميّز سوق الجمعة بشعبّيته وجمال موقعه الذي يتوسط مشهداً مهيباً من الجبال والشمس الحارقة في الصيف الطيّبة جداً ف الشتاء، وفي هذا المكان أجد جزءاً من روحي التائهة، تخيّل معي سوق على امتداد ثلاثة كيلومترات تقريباً أو أكثر بقليل، على طول جانبيه محلّات تبيع السجاد، فواكه تأخذ الأنظار من زهوّ لونها، مانجا تسمّى الـ -هامبا - عليها توابل حارّة تتلذذ بها حتى آخر قطعة فيها، مفروشات وأدوات للمنزل، نباتاتٌ منزلية وزرعات للديكور، محلّات تبيع الطعام الشعبيّ، لقيمات وهريس وبلالبيط، أحبّ هذا المكان. عندما توقّفت أمام الصبارتين هاتين، قلت في نفسي: تشبهانني. فاشتريتهما، وأردتُ أن أغدق محبّتي عليهما يوميّاً، فسألت البائع: - متى أسقيهم ؟ فردّ: -- اسقيهم كل عشرة أيام. وددت لصاحب المشتل هذا أن يحيا في عقلي، فيخبرني متى أسق...