المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2020

352: كل ما زاد منه، نقص..

كيف لي أن أتنفس وكل هذا الإهتمام المثقِل يصوب نحوي! كيف لي أنظر في عيني الدنيا وأنا ألمح نظرتك الجانبية لي تخدش مساحتي وارتياحي! كيف لك أن تحوّل كل تلك الأفعال الجميلة في ذاتها لقباحة متناهية فقط لأنّك لا تحاول وزن الأمور بأثقال منطقية! كيف لي أن أفقد صوابي إلى الحدّ الذي يثير اشمئزازي من كلمة -في العادة- أحبّها فقط لأنّك تستخدمها بعاديّة مثيرة للريبة! مقاييس ومقادير في الكون تقلب موازين العاطفة رأسًا على عقب، تهدّ بدايات وتحيي نهايات، تُنشىء بين قلبين مدينة وتخلق بين قلبين حرب، تخيّل أن تأتيك قبلة في خضم الحرب، تحت السيوف والسهام، من عدوّ على الطرف الآخر من المعركة. ألن يصيبك ذلك بالجنون؟! - 352/365

351: رحلة ملحمية تبدأ بـ "مبروك"

صورة
  على الأغلب لن يُحدّثك أحد قبل أن تري بعينينك دم طمثك الأول. ولن تعرفي تمامًا من أين أتى ولا كيف حدث وما المفترض منك فعله للتخلّص من الألم الذي يعتصر ثدييك ورحمك ومخاوفك. ومع الوقت سيتطور الألم، وستتطور المعرفة الذاتية، ستدركين أمورًا -قد- تكون صحيحة لكن كلهّا ستتنوّع من حيث المصدر، بعضها سيكون في غرفتك وأمك تشرحه على استحياء. في اللحظة الأولى ستهرعين لها -ربّما- إن كانت علاقتكما سويّة، ستضحك وتقول مبروك،  لن تفهمي سر المباركة وسرّ الإبتسامة. ستبكين ربّما، ستستحين على الأكيد، ستقولين " مامااا" بنفاذ صبر، " يعني أعمل إيه دلوقتي؟" لم أفكّر يومًا في معاناة السجينات ولا في معاناة النساء اللواتي ينمن على الرصيف حتّى قرأت مقالًا عن الأمر -لا أتذكّر اسمه ولا حتّى مصدره-، من يأتي لهؤلاء بالفوط الصحيّة، ومن يأمّن لهم ثمن كيس واحد منها! مذاك الحين وقد تفتحت عيني على مأساة جديدة، لمّ لا تُعد الفوط الصحيّة واحدة من الأساسيات التي لا يجب أن تخلو منها أيٌّ من المساعدات الطبية! في المناطق الريفية كانت النساء اللاتي عرفتهنّ في الحارة تستخدمن الفوط المنزلية أو قطع قماش قطنية ...

350: أعتقد أنه.. الحظر

لأنني لم أبحث يومًا عن الأسباب التي دفعتني لقضم أضافري عندما كنت طفلة صغيرة، أعود إليها أو تعود إلي دون وعي لأول مرة منذ سنين، وأخشى أنني كلما كشفتُ نفسي أقوم بهذا، أدخل في توترّ ملحوظ، بدلًا من أن يُدخلني التوتر في الفعل نفسه، فمن إذاً يُسبّب الآخر الآن؟! لمَ أشعر بالقلق؟!  حتّى أن ليلة البارحة شهدت معي مخاوف جديدة، أردتُ معها أن أنير ضوء الغرفة الأبيض المائل للزراق، وأتكوّر على سريري كالتائهة. لكنني ثقّلتُ كفة كسلي، وواجهتُ مخاوفي بمنتهى الخوف حتى استحت من ردائتها، ظللتُ أفكّر في النوم وفي كتاب " المدينة الوحيدة" ومن أين يا ترى بدأ شعور البشر بالعزلة! ماذا يحدث في رأسي؟ لماذا أعضّ على إصبعي للمرة الثانية؟! أعتقد بأنني بحاجة ماسّة لزيارة البحر قريبًا، أي بحر.. - 350/365

349: على الشاهد، كتبنا مقالة..

أسماء كثيرة وأفكار واعدة تسبح في رأسي، والإنتاجية صفر. وهكذا تقرفصت كالجنين ونمت. نمت لأنني أهرب من الأفكار وأهرب من التفكير وأهرب من التفكّر. حتّى أنني أكتب هذه التدوينة بعد يوم، وأظنني قد وصلت للمرحلة التي قد أقبل فيها ضمّات عشوائية في الشارع. تؤرقني الكتابة عمّن ماتوا، أعني تلك الكتابة المسترسلة الكثيرة الإسهاب، حتّى أن قرائتي الأولى للثورة كانت بعد سنواتِ طوال، بعد أن غطّت التربة على بذرة الثورة الغالية في إصيص تاريخنا المعاصر، ورغم كل ما مضى ما زلتُ أواجه غصّة في القراءة عنها. كيف بمن كتبوا؟ مات ميدو زهير وانهالت المقالات فوق قبره، لماذا نكتب فوق الضريح إن كان الكلام الصريح الآن لا يُسمع؟ ولمَ يدّعي البعض أن أحدًا لم يحتفِ بميدو عندما كان قلبه ينبض بالحياة وكأنّ اسمه ظهر فجأة في كشوفات أهل الأرض! لكنني لا أجد ذلك دقيقًا، كان الإحتفاء بميدو بترديد أغانيه، بتذوّق الجملة البديعة والصورة النادرة واللحظة الثاقبة، كان هذا الإحتفاء وسيظلّ لأنّ الكلمة ثقبٌ في القلب لم يزل يلتئم، ككل مرّة أسمع فيها :" هوّ صحيح، الهوى غلاب؟ معرفش أنا" أو " لا مش أنا اللي أبكي، وأقول عشان خاط...

348: وداًعا ميدو زهير..

"تسأليني مُت ليه وإنتِ كنتِ بلاد بعيده كنت بجري عايز أوصل وإنتِ كنتِ بلاد بعيده كنت سامعك لما قولتي كُفْر ف بداية القصيدة إنتِ ليه مقتوله مني غصب عني رغم إني عايزة منّي حنان بحنّ عايزة منّي جنان بجنّ الكلام عنك بيوجع والكلام منك يئن تسأليني مُت إمتي ما إنتِ عارفه موتي أفضل وإنتِ جنّي إنتِ جنّي مايفارقنيش مهما يحصل تسأليني مُت ليه..!؟ كنت بجري عايز أوصل .." وداعًا ميدو زهير، أعرفُ أن خسارتنا فادحة، لم يكن قلمك هيّنًا، لطالما وجدت تكوينًا لم يكوّنه صدق سوى صدقك، في أمان الله.. ٢٦-٤-٢٠٢٠ - 348/365

347: ترن ترن: منّبه داخلي..

جسمي ينبّه نفسه. يتعامل مع أغلب الكوارث بعناد الملوك، يقلل من شأنها ويتكبّر عليها بل يحاول جاهدًا تجاهلها كأنّها حكاية وهمية لا سبيل لها. وإنّ أغلب انهياراتي الجسدية أتت بعد ثبات مُدهش، أو على الأقل يدهشني أنا، قال لي طبيب مرّة: " إنتِ مجنونة؟ محدش يستحمل الألم ده من غير مسكنات، ومحدش يسافر ١٢ ساعة وهو كده"، بدأ الألم عندما أُغلق خلفي باب العيادة. لم أتخيل بشاعة الأمر، وعلى الأغلب يعود ذلك لعِندي البدويّ، رغم أني لستُ بدوية ولا لم يكن في عائلتي تيس إن كنت تتساءل عزيزي القارىء، لكنني أعملت عقلي للسيطرة على الأمر، وكان ذلك آخر عهدي بالسيطرة. أصاب بالدهشة كلما تذكّرت كيف لجسدي أن احتمل الألم هادئًا دون إثارة الكثير من الجلبة، بينما اليوم، أقطع في إصبعي قطعًا سطحيًا بالخطأ فأشعرُ أن سكينًا غرزت نفسها في صدري، مُنتهى الدراما التي لم تكن يومًا جزءًا مني.  " إيه ده؟ ده إنتِ بتهزري بقى؟!" قالها دكتور آخر بعد بضع سنوات من اللحظة الأولى، اعتلت وجهه دهشة قاسية، تجهّم قائلًا: " أنا هكلم دكتور التخدير حالًا!"، وللمرة التانية أتعجّب من جسدي، ماذا بعد بإمكاني أن أح...

346: إلى متى؟!

عبثية النهايات واستمرار الخطّ الفاصل بين الحياتين في الإقتراب بينما نعتقد أنه مستمر في الإبتعاد، الشعور السخيف بعدمية المحاولات والتساؤلات؛ " إلى متى؟!"، كلها أمور تدفع الهادىء المسالم الثابت إلى حافّة الجنون. على عيني مكتبة، وعلى الأخرى دمعة سقطت من روح أحدهم لحظة الإنبعاث، أحيانًا أشعرُ أنني أفهم وأعي وأقيّم الأحداث بعلمٍ ومعرفة، وأحيانًا يعتريني فزع هائل كإنني واقعة تحت تهديد سلاح، نعم أنا واقعة تحت التهديد بالفعل، تهديد الدمعة التي إن لم تُجهض ستسقط في جرح مفتوح لا ضماد له.  أن تكون في مكان لا يُشبهك، مساحة لا تحتمل أبعاد جسمك، سماء أضيق من خرم الإبرة، أن تكون كريح الخماسين، لك نسمة باردة لكنك محمل بغبار لا يرحم، أن تكون في ضيقٍ لا يحتمل التأجيل وحاجة مُلحّة لحضن لن ينتظر بصمتان ومنديل. شعور عاصف بالوحدة، بل شعور داكنٌ بالإرهاق، أنا أحتاج لأن أتمدد على سريري، ليوم كامل، هكذا فقط، حيث اللاشيء وأنا.. - 346/365

345: لوحة في "المدينة الوحيدة"

صورة
أفكّر في الوحدة كأنها فعل منفصل بذاته، كأنها زرع ينشأ من بذرته الخاصة دون أن يرتبط بأحداث أو مسببات بالضرورة، ولذلك عندما بدأتُ قراءة " المدينة الوحيدة " لأوليفيا لاينغ شعرتُ بمراسلة تحدث بيني وبين كاتبته. وهي بالمناسبة من عرفتني على إدوارد هوبر، الرسّام الأمريكي الذي اكتشفت لوحاته على جوجل كلما بحثت عن اسم لوحة أشارت إليها الكاتبة في صفحات الكتاب. ودون أن أشعر فهمت ما تعني. بالعادة، لا أحبّ أن أُحمّل الفنّ أكثر مما يحتمله، وأكاد أجزم أنني لولا قرائتي للكتاب لما كنت تعمّقت في اللوحات إلى الحدّ الذي جعل الوحدة جليّة كجرح نازفٍ في قلب مومس. وبالعادة أخشى أنّ يحمل الفنّ أكثر مما يحتمله على مستوى التفصيل والتدقيق والتحليل، وأعترف أنّ شعورًا كهذا قد ساورني أثناء القراءة إلا أنني بعدما تمعنت جيّدًا في اللوحة قبل الكلام، رأيتُ ما هو أبعد ولو بقليل، وأن لوحات رسّام شهير كإدوارد هوپر تحتمل تفسير الكاتبة وتحتمل اللاتفسير الشخصي لي. *للربط ابحث عن لوحة Nighthawks أو Automat.  إذا أحببتم الكتاب فشاركوني أفكاركم وإذا أحببتم الفنّ فلتتفضّلوا.. لوحة Automat  - 345/365

344: بعد عام: رمضان جانا

وها قد عاد رمضان، البارحة كنتُ أبارز الوقت لأتمّكن من اللحاق بكتابة تدويناتي العشر الأولى بشكل يوميّ، أما اليوم فقد قاربت الرحلة على الإنتهاء، ولستُ أبارزُ شيئًا، لأنني قد تآلفت مع حاجتي للشعور بالراحة أحيانًا بل والخضوع له. اليوم، نقف أمام ڤيروس مجهول فرد أجنحته الداكنة على العالم ثم قبضها حول الموت ليضمن ألا يفلت منه أحد، وإن كانت كلمة " نقف " ليست التعبير الأدق، بل ربّما " ننزوي" أو " نختبىء" أو " نراوغ". رمضان الماضي، كان الحياة بشكلها العادي، نسرق من الوقت ساعاتٍ لنلتقي بألأصدقاء، نفي بوعود "على الماشي" فنفطر سويًّا مرّة أو مرّتين، نتشبّث ببعض الدين الذي لم تلحسه الفتنة، فنصلي التراويح في الجامع -الذي لحسن حظّي- كان في الهواء الطلق وسط أشجار ونسيم ليل إبريل المجنون، نشاهد مسلسل " بدل الحودتة تلاتة" على الإفطار ونحنُ نعي مدى سذاجته المحببة لقلوبنا، نقوم بجولات متأخرة من الليل في السيارة ونحضّر السحور على مائدة بيتنا المتواضع، ونمارس بمنتهى البساطة نوع الحياة الذي مقتناه حينها لأسباب تخصّ الأحلام والطموح والمجتمع المتحفّ...

343: على طاولة الهِبات، سننتظر..

شاهدتُ فيلم coco مرّة منذ بضع سنوات ثم نسيته، ببالي أحداثٌ مُبهمة عنه لكنني لستُ أتذكّر أيّ تفصيلة عنه. البارحة فقط تذكّرتُ لمَ نسيته، لأنّه ذكّرني كم يجب أن أخاف نسيان كل من رحلوا.. تُريحني تلك النظرية، أنّ من ذهبوا لم يذهبوا تمامًا، وأنّهم كالفراشات البنّية بتنقّلون بأرواحهم ليُلقوا السلام ويطمئنوا على من لهم، تُريحني النظرية رغم صراعها مع العقل البشري، كعلاقة البشر بالأبراج والطوالع الفلكية، وبما أنّ أفكارًا وتكهّناتٍ قد تُطرح من رصد موقع بلوتو بالنسبة إلى زحل ويصدقها بشرٌ في مكانٍ ما حول الأرض فماذا عن أرواح من نحبهم إن بقيت تحيطُ بنا حتّى نشاركهم الونس! ستتلاشى، إن لم يتذكّرك أحد واضعًا صورتك على طاولة الهبات مُحتفيًا بحياتك معه، متذكّرًا إيّاك كلما مرّ به العمر، ستتلاشى. لربّما يسعى البشر لترك بصمة فقط لكي لا ينساهم أحد، أخشى أن أينشتاين هو الرجل الأوفر حظًا إذًا، أو أم كلثوم. عمّتى تنقلُ لنا جدّتي عن طريق الطعام، ثم المفارش البيضاء التريكوه، ثم الدعاء الذي يأتي على حين غفلة " الله يرحمها"، أبي ينقل جدّي بملامح الوجه وصورة واحدة، مُعلّقة في بيت عمّتى الكبرى، وهي ...

342: رحلة للوراء بضع خطوات..

أتعلم لمَ أجلس الآن بكل يقين العالم أفكّر كيف أننا لن نغدو -يومًا- معًا؟ لأنّك تتقن الكذب على الذات، التملّص من مواجهة نفسك والتلصص على اللحظة الراهنة دون الرجوع للذكرى. أنتَ لا تعود إلى الوراء لكنّك تعود إلي في كل مرّة كأنك انبثقت من رحمي، كإنك انقسمت من ضلعي، لمَ تعود ولمَ أعيدك؟ لا أعرف.. أو أعرف، لكنني أدعي اللامعرفة لأُسقط عن نفسي وِزر الإدراك. أنا أستطيع العودة للذكرى، أستطيع التطلّع للنهاية من مكاني، وأستطيع -حاملةً قلبي على كفّي- التقدّم لكيوبيد بشتّى أنواع القرب والبراهين لينظر في حالي ويرفع لعنتي. لم تصبك لعنتي يومًا. ربّما، بعد سنونٍ طويلة، ستعرفُ أحدًا يعيد ترتيب كُتبك المصفوفة في المكتبة والتي لم تمتدّ  لها يدك يومًا لتؤنسها، ربما ستعرفُ شخصًا يغيّر وِجهة المسير ووجه العالم في عينيك، ربّما ستعرف لحظة تعلّمك أن كشف ورق كوتشينة نفسك هي الحركة الرابحة للجولة الأهمّ، ربّما يعلّمك أن الجولة الأخيرة ليست المباراة، المباراة طويلة "وتختبر الروح"، فمن يفوز بها!؟  من استطاع إدراك نفسه عندما لم يكن للإدراك من موضع.. - 342/365

341: من نافذتي إلى الأسفلت..

رجعنا لشبّاك المطبخ. خدت الشاي بتاعي وسندته على خشب الشباك اللي بدأ يطقطق من رطوبة هوا دمياط اللي ريحته بحر طول السنة، الجو في لمسة برودة أدفى من نَفس السجاير، الشارع ساكت هوسّ إلّا من اتنين ماشيين يتسحّبوا زي اللي ماشيين على الحيط، اتنين أو تلاتة واقفين في بلكوناتهم زيّي، واحد حاطط سماعاته والتاني بيدخّن مشاعره والتالتة واقفة تتأمل، أو يعني ده اللي حسيته عشان نظري مكانش جايب. أما أنا، كنت بفكر، بفكّر، أعتقد بقيتو حافظينني، طول الوقت " أُفكَر، أتساؤل وأستفهم ثم أتعجب"، سندت كوعي وبصيت لفوق، حسيتني ببص لحد أعرفه، وبحبه، حسيتني لمست إنسان بعيد، يمكن من خيالي، معرفش. فكّرت في نفسي وقلت: " ليه بس كده؟!"، هو ده اللي طلع معايا ساعتها.. فكّيت شعري، حسيت الهوا بيعدّي بين الخصل -اللي بحاول جاهدةً- تحويلها لكيرلي، وبفكر في الكام كتاب اللي بدأتهم والفواصل بتاعتهم نسيت ريحتي منتظرة الونس، "المنخفض" و " المدينة الوحيدة"، " أعمال عماد أبو صالح الكاملة"، " المسيح يُصلب من جديد " و" كائن لا تُحتمل خفّته"، إيه كل ده؟! لأ إيه كل ده...

340: ماذا سيحدثُ لو..

ماذا سيحدثُ لو أُصبتُ مجددًا بهذا الألم العجيب الذي يحيط بالفؤاد كفريسة؟ قد تموتُ وحيدًا كغزالة ناعمة تكالبت عليها الأسود المتأهبة، وقد، قد تحيا، تحيا كنملة هانئة في وكرها رغم اكتظاظ الأحداث. الخوفُ يعرف نفسه، ويعرف أخلّائه، ويعرفُ كيف يتجسّد على هيئة غول وهمي، والخوف يلتقط رائحة هذا الألم العجيب إذما اقترب. الخوف سيصدّك عنه لكن ربّما ألا يتمكن من أن يصدّه عنك، لإننا ننجذبُ للألم كفراشات نور. ماذا سيحدثُ لو أعاد الشريط نفسه؟ بذات الحماسة والعنفوانية، بأصوات تهشّم الأطباق والأكواب وفرشاة الأسنان، ثم الإرتطام من على مسافة آلاف الكيلومترات في السماء إلى سابع أرض؟ ماذا سيحدثُ لو ظلّت الدروس المُستفادة قيد الكتب بينما القلوب حرّة في سجونها لا تستسيغ الدروس ولا تألف الحِكم؟ ماذا سيحدثُ لو حدث كل هذا وكنتُ أنا في مواجهة الشمس وكنت أنتَ ظلًا في مواجهة القمر؟ - 340/365

339: جولي&جوليا وأسما ..

صورة
انتهيتُ لتوّي من مشاهدة فيلم "جولي آند جوليا" للمرة التي لم أعد أتذكر فيها العدّ بعد الآن، ولسبب لا أعلمه تطيرُ فراشاتٌ في معدتي. كما شعرت چولي شعرت أنا، كما تواصلت چولي مع چوليا شايلد تواصلت أنا مع كلتيهما! وأعلم أنك ربّما -نعم أنت يا من تقرأ هذه السطور الآن- تشعر ببعض الإمتعاض أو الإشمئزاز من مشاعري المفعمة بالحماسة، لكن دعني أعيدك للحظة الأولى التي عايشت فيها سعادتك العظمى، أو ربّما سعادتك البِكر. قد تكون اللحظة التي عرفت فيها سبيستون وتآلفت مع صوت رشا رزق، أو اللحظة التي ظهر فيها اسمك في خانة أصدقاء مجلة ماجد، أو المرة التي تعلّمت فيها ركوب العجل " اللي من غير سنّادات". كلها احتمالات تحتملها ذاكرتك، ثمّة احتمالات أخرى لا تنتهي. سأحكي لكم في تدوينتي الأخيرة، أي تدوينتي ال365، حكاية تصبّ بشكل أو بآخر في كفتي هذه الفيلم. لكن للآن، دعوني أخبركم قصة أخرى أكثر اختصارًا، وعلى رغم أنني شخص كسول وتسويفي، إلا أنني وبعد مشاهدات عديدة قررتُ أن أركّز في دقائق الفيلم الأخيرة. " عاشت جوليا شايلد حتى عام 2004 ".. " لم تعد تسكن جولي فوق مطعم البيتزا بعد الآن...

338: " في مكان بحضنك؟!"

" ألو.. في مكان بحضنك لحدا بدّو يبكي شوي بليز؟ ".. في الحقيقة لا يوجد، لكنني كذبت، لم أستطع ردّ هذا الإنهزام الذي سال أمام عتبة داري كزئبق. فردتُ حضني كسجادة وأخليتُ مكانًا. - على شرط.. نبكي سوا.. - صاير تحكي منيح! - لازم أتعلّم، عشان أتحسّ.. - بِلبقلك.. إن أيامي الثقال التي تغلق عن حضني بابه " بالضبّة والمفتاح" هي التي تحفزني أن أتباطأ في تعلّم اللغة هربًا من أن أُحسّ. أحيانًا، ألجاُ لأصحابي على القهوة فقط لكي أهتم برجولتي وأتذكّر كيف يجب أن تبدو عليه العضلات خارج سياقِك، كيف يجب أن تبدو ذراعي دون انهماكي في احتضانك، محاولًا اللجوء لصفعات أصحابي لتساعدني على النهوض حتى وإن بدت مرجعية صفعاتهم غبية وعنصرية.  " ألو.. في مجال نحكي؟" في الحقيقة ضاقت كل المجالات ولم بتبق سوى المجال الأخير، أعلم أنا سنتحدث بسلاسة العلماء ونقاوة الأنبياء وهوس الخطائين، لذا لا، لا مجال للحديث. " أكيد في.. دايمًا في مجال نحكي".. " اليوم.. كنت نازلة من البيت عادي رايحة الشغل، شافتني بنت وضلّت تراقبني، صراحة خفت، ما بعرِف بس شكلها وهي عم تتأمّلني شككني بمي...

337: العقل زينة..

بقيت بستّنى الخمستاشر دقيقة اللي بقعدهم لوحدي في الأوضة بنور خفيف ودفّاية ناعمة وبيجامة قطن بيخترق مساماتها الهوا، بقيت بصبّر نفسي بالوقت البسيط اللي بقدره أخطفه من وسط الزحمة، ومستغربة إن على رغم الحظر لسا في إحساس بالزحمة، كإنّك قاعد في أوضة مفيهاش حد بس إنتَ ماليها ناس بخيالك. بقالي يومين بعمل حوارات ونقاشات وخد وهات، وتعبت، مش لإنّ الحوارات في كل مرة بتكرر نفسها بس لإنّها عمرها ما طلعت برّا حدود جسمي، في كل مرة بتتعلّق على سور لساني وتقول "خلاص، أنا لازم أمشي من هنا"، بيجي حد ويلحق ينقذها، يشدّها من طرف هدومها ويعقّلها، أو.. يإذيها بالعقل. العقل زينة.. زينة.. زينة بنلفّ بيها ڤازة مكسورة، زينة بنعلّقها على بيت طوب أحمر مالوش سقف على دخلة رمضان، زينة بنكفّن فيها المخدة اللي عليها آثار ليالينا الصعبة. زينة.. العقل زينة..  - 337/365

336: حملة تفتيش: الإمتنان

استيقظتُ اليوم، أبحث عن شغفي كالمجنونة. أفتّش بين أوراق دفاتري التي أكتب فيها خططي وتأملاتي وخربشاتي، ثم رحتُ أبحث في حقائب السفر المركونة تحت السرير، وفوق الدولاب، فتّشت في رأسي وفي الشهور التي مضت دون أن ترفق بي أو بأحد، رحتُ أبحث وأبحث حتى وجدتُ " Julie & Julia “ والذي لولا صديقتي تسنيم لما تذكّرته في هذه اللحظة. يحرك هذا الفيلم مشاعري تجاه الكون، يشعرني أنني جاهزة للمجازفة بكل شيء، يُخبرني بكل شجاعة كيف للأمور أن تؤول إذا كنت حمولًا للمسؤولية ملتزمًا بالمجهود وعاشقًا بكامل فؤادك. يقول لي الفيلم رسالة أحبّ في كل مرة سماعها بل والجلوس أمامها كتلميذ مجتهد في الإبتدائية. في صباح هذا اليوم قادني القليل من الرضا إلى الإتكاء على أريكة غرفة الجلوس، والتمدد تحت شعاع الشمس المتملّص من الشبّاك والستارة، ثمّ التفكّر في اللاشيء، وتقدير هذه المدونة التي لم تحمل لي شيئًا سوى أن قدمت لي صورة جديدة عن نفسي لطالما بحثت عنها، صورة تتمكن من الإلتزام بشيء تحبه حتّى وإن كانت مشتتة في ملايين الأشياء. بكامل الإمتنان أقول، هذه المدوّنة غيّرت حياتي. - 336/365

335: يا براح عمّال يضيق..

ألجأُ لأشياء بسيطة لأُزيح عن نفسي عبء التنفّس. وأحيانًا أقول ستكون الكتابة ملجئي فلا أجدُ نفسي إلّا وبعد ساعاتٍ منها تائهة تمامًا، ومُتخمة تمامًا، كالعائدة لتوّها من هزيمة شنعاء أو نصر مفرط. ثم لا أنفكّ أن أجد نفسي أقفُ في منتصف مطبخي الصغير ( أتمنّى أن أمتلك مطبخًا له حوائط فسيفسائية، لكنني حتى اللحظة لا أملك حوائط فسيفسائية ولا مطبخًا خاصًا بي)، ورغم ذلك أبحثُ في المساحات الضيقة عن براح يُمكنني فيه مدّ عجينة البيتزا أو لفّ السينابون لفًا دقيقًا يسمح له بالإنتفاخ والإستواء في آن واحد، أبحثُ عن عجّانة في خلّاط لطيف، وعن جهاز صنع القهوة في الكنكة الكتكوتة،  وعن أواني السيراميك في الحلّة التيفال، وأتمكّن رغم بساطة الأدوات من إتقان ما أبدأُ في تحضيره. ألجأُ لأشياء شديدة البساطة، كالوقوف عند الشبّاك العريض الذي يتميّز به مطبخنا الصغير، يوجد في الامتداد الصغير الناتىء من المطبخ، وهو دائمًا ما يكون مشمسًا ونفحاته تُبرّد القلب. أقف هناك، أُمسك كوبي الممتلىء بالشاي أتابع بعيني على استحياء نوافذ الجيران المفتوحة على مصراعيها، أتأمل تفاصيلهم الصغيرة، وأغض بصري بين الحين والآخر رغم أنني في...

334: خمس ساعات في ثلاثة أسطر..

صدقًا، تستغرقني تدوينة اليوم، خمس ساعات على أقل تقدير، وهي لم تُكتب بعد. ولا أعلم لم يعتريني هذا الخواء العجيب، كأنني فُرغّت من جسدي، كأنني كوسة تفرغها يدين تشقيان، كأنني فيلم حُمّض خطئًا فلم يبقَ من محتوياته شئ. لا أعلم ماهية الشعور تحديدًا، لكنني أشعره، ويتعذّر عليّ وصفه. لكن ما هي الكتابة إن لم أستطيع أن أصف شعوري، أو أن أصف حتى شعورًا وهميًّا! إذَا. خمس ساعات لأكتب ثلاثة أسطر! وهذا كل ما تمكّنت من تصفيته من هذا الفراغ الكونيّ الذي يتوسّط كياني، هذا كل ما كتبته اليوم، ولا أعلم هل سأكتب غدّا، لكن ها هي المدونة تلعب معي ألعاب خفّة في أيامنا الأخيرة معًا، علّني أكتشف أسرارها بحلول الغد. لنا لقاء.. تصبحون على خير.. - 334/365

333: وأمّا عن الواقع..

أما عن خيالي، فنجلس أنا وأنتَ متجاورين كحلمان لا يتحققان، كأرجوحة ورجل كلما شدّها للخلف انطلقت مندفعة في الإتجاه المخالف، كوردة ويدِ محبّ كلما لامسها ذابت ما بين أصابعه. في خيالي أتكىء على موضع قلبك حتى يكاد صوت نبضك أن يختلط بنبضي ودفء أنفاسك بصرف البرد الذي يسري في شراييني. في خيالي، أنا آثمةٌ بكَ ولا سبيل للغفران. تمرّ ليال طوال أعزّي نفسي بالغياب الذي يسبق النسيان الرحيم، أمنّي النفس بطبيعة النوايا التي ستخلد في دواخلنا، أقول لنفسي نحنُ لا ننتهي لأننا نعود في أجساد أخرى، وربّما في جسد آخر ستكون لي، وفي جسد آخر سأكون لك. أليس من الممكن أن نكون نحنُ أمنية حبّ سبقنا وما لحقناه؟ أليس من الممكن أن نكون نحنُ أجسادٌ أخرى تنتظرُ التئام روحين معذبين مشردّين منذ عقود؟ أليس من الممكن أن نلتقي ثانية؟ وأما عن الواقع، فيبدو كرحلة بريّة لكلانا، رحلة لا نصل فيها - في النهاية- لبعضنا، بل لا نصل فيها لشيء، كأنّها رحلة بريّة للعراء التام، حيث لا بقاء ولا قدرة ولا قدر.  الواقع الذي هشم رأسي كما هشّم فؤادي كلما ارتحلت بعيدًا عنّي ورددت أنا بكل هدوء: حسنًا. وداعًا.. - 333/365

332: استراحة..

أشعرُ أنها استراحة، استراحة محارب أو استراحة مُحبّ أو استراحةٌ تسبق العاصفة. رغم أنّ العالم يدجّ بالمأساة، ورغم أن الموت يلفّنا بشكل جمعيّ لم نتخيله حقيقيًّا سوى في حربٍ عالمية أو سقوط حرٍ لجسم غريب من الفضاء، إلا أننا -وعلى أقل تقدير- نعيشها معًا.  - 332/365

331: بيت الكويت..

بعد مشاهدتي لبضع حلقات من مسلسل " دفعة القاهرة" والذي بالمناسبة يُعرض على إم بي سي دراما الساعة السابعة مساءً على مدار الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، شغلت القصة بالي، ورحت أبحث عن هؤلاء الطلبة الذين تركوا ديارهم للدراسة في جامعة القاهرة في الخمسينيات، والتي تعد مرحلة فارقة في عمر مصر. من هم وماذا حدث لهم وكيف كانت تجربتهم؟ ما وجدته حتى اللحظة، أنّه في الأربعينيات، تحديدًا ما بين عامي ١٩٤٥ و ١٩٤٦ تمّ إنشاء " بيت الكويت" والذي كان يعدّ إقامةً للطلبة الكويتين في مصر آنذاك، وكان  ابتعاث الطلبة الكويتين لمصر في هذه الفترة للإرتقاء بمستوى الطلبة وليتمكّنوا على حدّ سواء من الإندماج في المؤسسة التعليمية كمُدرّسين وأساتذة.   وفي ڤيلا في الزمالك ( تحديدًا ڤيلا ٢٥ شارع إسماعيل محمد) أنشئ بيت الكويت حيث كان عبدالعزيز حسين مديرها آنذاك. أما عن النتائج فأتت " مجلة البعث" نتاجًا ثقافيًا أوليًا، ورغم أن أعدادها الأربع لم تؤرخ، إلّا أنّها وفي العدد الخامس أورّخت تبعًا لعبدالعزيز حسين، الذي لم يكن مديرًا لبيت الكويت فحسب بل وممثلًا عند وزير المعارف المصري آنذاك و...

330: ربّما.. سنعود قريبًا

سنحصل على المرة الأولى مُجددًا كمَن وُلد مرتين في حياته. سنسير باتجاه رائحة المخابز وسنتحسّس رمال البحر، سنستظلّ من شمس الصيف القائظة بالشجر المترامي على طول الشارع، سنتمدد في البلكونات ونحنُ نمسك قطعة هائلة من البيتزا. سنستمتع برفاهية مناولة الأكل الذي سقط لتوه على السجادة لأبناء إخوتنا فننفخ فيه ونستعذ بالله وكفى. سنمشي في الشارع تتغللنا نسمات الهواء دون أن يحجزها ماسك ولا خوف. لأول مرة سنُقابل أحبّاءنا كالعائدين من الغربة، سنُلاحظ الكيلوجرامات الناقصة هنا والكيلوجرامات الزائدة هناك، سنتأمل كمن أبصر حديثًا تفاصيل الشارع والناس وكل عاديٍ ألفناه. سنسعل بأريحية في الشارع دون أن نخشى سهام الأعين، سنتحسس كيس السكّر، وعربة التسوّق وساندويتشات الفول بالطعمية صباح الجمعة، ستصدحُ أصوات المآذن وستُقرع أجراس الأحد، أشعرُ أنها ستكون لحظة بديعة، كأنّها لحظة الميلاد.. - 330/365

329: هذا ليس تكرارًا..

جلبتُ معي " المسيح يصلب من جديد " إلى السرير، قلتُ ربُما يثقل حجمه جفناي أسرع. ثمة علاقة متماثلة بين القراءة والمنومات بالنسبة لي، وهي علاقة ليست على نحو سيء لأنها نجحتْ في محافل عدّة.  المهم، علّقت في الورقات إضاءتي الصغيرة المخصصة للقراءة، وقبل أن أمسك الرواية تذكّرت المدوّنة -هذا ما يحدث عندما تسيح ثوابت يومك في بعضها- فأمسكت الموبايل ورحت أكتب ما أكتبه الآن: "جلبتُ معي " المسيح يصلب من جديد " إلى السرير، قلتُ ربُما يثقل حجمه جفناي أسرع. ثمة علاقة متماثلة بين القراءة والمنومات بالنسبة لي، وهي علاقة لا تسير إلا على نحو جيّد معي لأنها نجحتْ في محافل عدّة.  المهم، علّقت في الورقات إضاءتي الصغيرة المخصصة للقراءة، وقبل أن أمسك الرواية تذكّرت المدوّنة -هذا ما يحدث عندما تسيح ثوابت يومك في بعضها- فأمسكت الموبايل ورحت أكتب ما أكتبه الآن.". - 329/365

328: حماقات الحظر 1

ما دفعني للقيام بذلك ليس الخوف ولا الملل ولا ساعات الحظر الطِوال، بل لأنني -وبشكل مفاجىء- شعرتُ برغبة في ذلك. أنا ككل التائهين، لا تظهر لي القصص الملحمية من البداية لكنّها تحتدم تمامًا في المنتصف، حيثما أكون واقفة في الخارج أشاهدها عن بعد. لي نظرة بعيدةٌ ربّما تُنقذني من التورط في عينيك واللباث في حضنك الخيالي. لي نظرة بعيدةٌ تسهّل علي تخيل النهايات حتّى وإن كنتُ في خضمّ المعركة. لي نظرة بعيدة تقسم ظهري كلما ابتسمت معك، لأنني كلما ابتسمت معك لم أرك في المستقبل. أعرف أننا مؤقتّان، كصفارة الميكرويف بعد انتهاء دقيقة التسخين، كصرخة المنبه عندما تحين الثامنة صباحًا، كوهج شهاب في ليلة دامسة السواد. مؤقتان لأننا لم نتعهد لأنفسنا بشيء، كنا نبكي على الصباحات الضائعة في الحبسة الخرساء دون أن ندرك أنها أيامنا نحنُ كذلك، وأنها -رغم سوداوية الأحداث- أيامٌ لها شروق وغروب كتلك التي كنا نقضيها الصيف الماضي مرحين في الشوارع متقززين من لزوجة الجوّ! أقول لنفسي اكتبي يا فتاة، فكّري في الأرقام والتواريخ ومقاطع الڤيديو والتصريحات العاجلة، دوّنيها، لربما يأتي عليكِ زمانٌ لتكتبي عن هذا الوقت الجافّ الذي تر...

327: في الدولاب..

لما استخبّيت في الدولاب، كان عندي أمل إن صوت نفسي ما يفضحنيش، وكان عندي أمل أكبر في غباء العيال اللي كنت بلعب معاهم. فضلت أسبوعين أقنعهم بشكل خفي إني مستحيل أستخبّى في الدولاب لإنه أكتر مكان " بديهي ". فضلت جوّا وبعد ما صابني شعور الإنتصار لدقيقة أو اتنين، اتبدّل في لمح البصر لهلع. فكرت: هيحصل إيه لو محدش لقاني؟! هفضل محبوسة في الدولاب للأبد بس عشان أعيش لحظة نصر؟! مش عارفة جبت الشجاعة دي منين، مش قصدي الحبسة في الدولاب، بس شجاعة رسم خطة لأجل عيون النجاح! دلوقتي، الجُبن بقى منّي، بقيت بخاف من الخطة ومن الفعل ومن العواقب. دلوقتي مبقيتش قادرة أتخيّل خطة فيها فشل، أو خطة محتاجة مني دهاء ومناورات. دلوقتي بقيت عايزة الحاجات تمشي في خط مستقيم ممتدّ بدل ما كل شوية الدنيا تقطمنا بنقط وتنهي الجملة. لما شفت فيلم about time وتيم بيستخبى في الدولاب عشان يجرّب مدى صحة كلام باباه عن إنّ رجالة عيلته عندهم قدرة بالرجوع في الزمن، كل اللي مفروض يعمله يشدّ قبضة ايده ويستخبى في مكان ضلمة ويفكر في لحظة معينة يرجعلها، افتكرت لما وقفت لوحدي في الدولاب شادّة على كفوفي ويكإنهم هيساعدوا نَفَسي يخ...

326: تدوينة قصيرةٌ موجعة!

أنا أتبع المحبّة القاتمة، والقصص التي تشقّق القلب شقًّا، والأحلام التي تنبعثُ كعوادم سيارات في حزنها وخسارتها. أنا أنجذبُ للأشياء التي لن تكتمل، أتورّط كمن علق في فخ السير على الصراط، لا أنا استطاعت إكماله ولا حتى العدول عنه. أفكّر في فكرتي! أي فيما وراء سرّ هذه الشرذمة القارحة! ما الداعي لإمساك سكين تلمة وغرزها في فؤادي كلما التأمت جراحي! يبدو لي ذلك لغزًا يجب حلّه.. - 326/365

325: هذه مدوّنتي..

مرّت هذه المدوّنة بتغيرات كثيرة، كما مرّت صاحبتها. وحاولتُ من خلالها أن أنقل لكم هذه الرحلة القاسية كما كان لها من التواءاتٍ وقفزات وانبعاجات. ليست سيرة ذاتية، وإنّما رحلة، كان فيها ما كان، وما لم يكن فيها كان أقرب لشخصي. لستُ شفافةً بما يكفي إلا أنني لستُ غامضة، أنا فقط كقِربة ماء، أحبس الأحداث في شراييني. الآن، أقاوم انجذاب عيني للجاذبية. أحاول كـ " توم" في لزق جفوني لأصارع اللحظة، لكنني أفشل. أفقد السيطرة على أصابعي الآن. وأنتبه للجو المحيط مفاجئَةً عندما تنفتح عيني دون حذر. الآن، .... - 325/365